كيف اعرف اني طهرت من النفاس من أهم ما تسأله النساء بعد خضوعهم لعملية الولادة، فكثير منهم لا يعرف متى يتم طهرهم من دم النفاس، وما هي أعراض هذا الطهر، حيث أن دم النفاس هو دم فاسد تخرجه المرأة بعد ولادة جنينها وخروج المشيمة من الرحم، بعد الانتهاء منه وإتمام الطهر يبدأ الرحم مرة أخرى بالعودة إلى حجمه الطبيعي وممارسة وظيفته الأساسية داخل جسم المرأة.
كيف اعرف اني طهرت من النفاس
للإجابة عن هذا السؤال كيف اعرف اني طهرت من النفاس لابد من معرفة السيدات لبعض العلامات التي تعتبر بمثابة دليل قاطع على حدوث الطهر، حيث أثبت بعض العلماء والفقهاء أن لتحقيق الطهر التام حال النفاس يكن في إحدى علامتين وهما: النشاف أي جفاف المحل، والقصة البيضاء وهي ما يُعرف بالسائل الأبيض، فقد روى البخاري ومالك عن عائشة رضي الله عنهما: (إن النساء كن يرسلن الدرجة فيها الشيء من الصُفرة إلى عائشة فتقول: لا تَعجلن حتى ترين القصة البيضاء)، ففي حالة التحقق من وجود أحد هذين العلامتين فقد تكن المرأة طاهرة من النفاس تصلي وتصوم، كما حل وطؤها، فالعبرة في الطهارة من النفاس هو تحقيق أحد علامتها وليس قضاء معينة، حيث أن الحكم يدور مع علته سواء وُجِد أو عُدِم.
فترة النفاس
قد تختلف مدة النفاس من سيدة إلى أخرى وفقًا لمدى حالتها الصحية وخلو الرحم من دم الولادة والعديد من الأسباب الأخرى، ولكن يظل هناك بعض الأمور المتفق عليها من قبل الفقهاء وجمهور العلماء ألا وهي:
-
- أكثر مدة للنفاس: أثبت الفقهاء وبالأغلبية والاتفاق أن أقصى مدة لنزول دم النفاس هي أربعون يومًا فقط، وليس أكثر، وقال البعض القليل من أهل العلم أنها خمسين يومًا، في حين قال الآخرون أنها ستين يومًا، ولكنها تظل أقول ضعيفة مخالفة للدلائل، والتي تتمثل في قول أم سلمة رضي الله عنها عن النفساء: (كانت النفساء تقعد بعد نفاسها أربعين يومًا وكانت إحدانا تطلي الورس على وجهها من الكلف)، بمعنى أن أقصى ما تقعده المرأة في النفاس هي أربعين يومًا فقط إلا أن رأت إحدى علامات الطهر قبل الأربعين، وهذه حقائق لن تختلف سواء كانت المرأة صغيرة السن أم كبيرة، عربية أم أجنبية أو أعجمية، وينتهي حكم النفاس بعد أربعين يومًا.
- أقل مدة للنفاس: تظل المرأة في فترة النفاس حتى تتم مدة الأربعين يومًا، ففي حال انقطع الدم قبل هذه المدة فوجب اغتسال المرأة وإتمام طهرها كي تصلي وتصوم، فليس للنفاس مدة محددة قبل إتمام الأربعين يوم، فمتى ترى السيدة أحد علامات الطهر من دم النفاس وهي إما النشاف أو القصة البيضاء، وجب عليها الاغتسال مهما كانت مدة نزول الدم وانتهاءه سواء رأس الشهر أو بعد عشرين يومًا فقط أو أقل أو أكثر، فلا يشترط حكم الاغتسال من النفاس إتمام أربعين يومًا كاملة، حتى وإن كان هذا الغالب على النساء النفساء.
حكم من زاد نفاسها عن أربعين يومًا
قد تتعرض بعض النساء لزيادة مدة نزول دم النفاس فوق أربعين يومًا، في هذه الحالة يبقى حكمه في حكم دم الاستحاضة، فعليها الاغتسال والقيام بالصلاة والصوم والوضوء لكل صلاة وقراءة القرآن فهي تظل في حكم الطاهرات من النفاس تمامًا، أما إذا كان الوقت في ذات معاد الدورة الشهرية فتبقى في حكم المرأة الحائض تترك الصلاة والصوم وقراءة القرآن حتى تغتسل من الحيض (العادة الشهرية)، وفي حالة زاد الدم عن مدة الحيض فوجب عليها الاغتسال والصلاة والصوم، كما تحل لزوجها دون الالتفات لهذا الدم الفاسد فهو بعيد تمامًا عن حكم الحيض والنفاس.