هل يمكن الشفاء من خمول الغدة الدرقية هو سؤال يتوارد في ذهن أغلب المصابين بالخمول في الغدة الدرقية، والغدة الدرقية هي واحدة من أهم الغدد الصماء في جسم الإنسان، والتي تساعد على تنظيم مهمة الأيض، تتكون الغدة الدرقية من فصين يرتبط كل منهما بالآخر، ذلك عن طريق شريط دقيق من النسيج المكون للغدة الدرقية ويسمى بالبرزخ، حيث تشبه الغدة الدرقية الفراشة إلى حد كبير، ولكن هل يمكن علاج خمولها، ذلك ما سنتعرف عليه في هذا المقال.
هل يمكن الشفاء من خمول الغدة الدرقية
خمول الغدة الدرقية
يحدث أن يصاب الشخص بقصور في الغدة الدرقية أو خمول فيها بسبب عدم قدرة الغدة على إنتاج الهرمونات اللازمة للجسم واحتياجاته، حيث أن جسم الإنسان يحتاج إلى تلك الهرمونات بقدر محدد حتى يتمكن من أداء مهامه المطلوبة منه بشكل كامل، حيث تقوم الغدة الدرقية بإفراز هرمون ثلاثي يود الثيرونين Triiodothyronine، والاختصار المعروف لهذا الاسم العلمي هو T3.
بالإضافة إلى إفراز الثيروكسين Thyroxin الذي يتم اختصاره إلى T4 تلك الهرمونات هي المسؤولة عن التحكم في الهرمونات وتتحكم أيضا في مهمة الأيض التي تقوم بتحويل الغذاء الذي يدخل في جسم الإنسان إلى طاقة، وبناء على ذلك فإن انخفاض معدل الهرمونات التي تفرزها تلك الغدة يؤدي إلى إبطاء العمليات الحيوية للجسم.
أعراض خمول الغدة الدرقية
إن خمول الغدة الدرقية يؤدي إلى ظهور العديد من الأعراض على الشخص المصاب، من ضمن تلك الأعراض الإرهاق والإعياء الدائم، كما يسبب خمول الغدة الدرقية جفاف جلد الشخص المصاب والشعور الدائم بالبرد وعدم تحمل برودة الجو، إلى جانب بطء معدل ضربات القلب والإصابة بالإمساك المزمن وفقر الدم، إلى جانب ضعف الأظافر وسهولة تعرضها للكسر، وتقصف الشعر أيضا وغيرها من الأعراض.
الجدير بالذكر أن تحديد الإصابة بالخمول في الغدة الدرقية لا يعتمد فقط على تتبع تلك الأعراض السابق ذكرها، بل أنه لابد من خضوع المصاب إلى تحليل يقيس معدل الهرمون المنشط للدرقية وهرمون الثيروكسين كذلك، كما يمكن أن يتم قياس هرمون ثلاثي يود الثيرونين في بعض الأحيان وفقاً لحالة المصاب وتقييم الطبيب المعالج.
علاج خمول الغدة الدرقية
هل يمكن الشفاء من خمول الغدة الدرقية ؟ يستخدم دواء الليفوثيروكسين في علاج خمول الغدة الدرقية، حيث أنه يعد النموذج المصنع من هرمون الغدة الدرقية T4، وهو العلاج الموصي باستخدامه بشكل أساسي في علاج خمول نشاط الغدة الدرقية، وهو العلاج الوحيد الرسمي المعتمد.
كما يتوفر أيضا دواء الليوثيرونين الذي يعد النموذج المصنع من هرمون T3 ولكنه لا يوصى باستخدامه لفترات طويلة أو كعلاج طويل المدى لعلاج خمول الغدة الدرقية، وبناء على تقدير الطبيب المعالج يمكن أن يقرر استخدام جرعة من الليفوثيروكسين مع جرعة بسيطة من الليوثيرونين بما لا يسبب أية أضرار جانبية.
الآثار الجانبية المترتبة على علاج خمول الغدة الدرقية
هناك مجموعة من الأعراض الجانبية التي تترتب على استخدام دواء الليفوثيروكسين والتي تظهر فقط عندما يستخدم المريض جرعة زائدة عن التي يصفها الطبيب، وبناء على ذلك فإن تلك الأعراض سرعان ما تختفي عندما يتم تقليل الجرعة إلى الجرعة المناسبة لحاجة المريض، تلك الأعراض تشبه تماماً أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية.
من بين تلك الأعراض الإصابة بالصداع المزمن وتقلصات وآلام مستمرة في المفاصل والعضلات، بالإضافة إلى الشعور بصعوبة النوم ورجفة في اليدين والتعرق الشديد، إلى جانب الشعور بالغثيان وانخفاض معدل البول المطروح خارج الجسم، وأخيرا اضطرابات في معدل ضربات القلب، ولذلك فإننا ننصح باتباع إرشادات الطبيب المعالج في علاج خمول الغدة الدرقية.